" الملائكة " تعلیق 1

 

 الله لا يحتاج للملائكة

على الرغم من أن ألله قادر على كل شيء فلماذا يوكّل الملائكة على الأمور الكونية؟

 

قال تعالى (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )(يس، ٨٢)(الله الصمد) (الإخلاص، ٢) أي أن أي شيء محتاج له من كل جهة فهو ليس محتاج لأي شيء.

إن الله الذى خلق السموات والأرض فكما أنه لا يحتاج إلى شيء فهو لا يحتاج إلى الملائكة كذلك

إن الله سبحانه و تعالى صاحب قدرة لا نهاية لها، وهو يخلق كل موجود بقدرته اللانهاية هذه وحده، وهو يدير مخلقاته كيف ما يشاء،

 

بينما ما تفعله الملائكة من أعمال فهى عبادتهم لله

هناك قسم كبير من الملائكة  موظفون بالتسبيح لله فقط، والملائكة " العمال" الذين هم موظفون بتنظيم الكون يشتغلون بقوانين (عادة الله) مع الاستمرار في ذكر الله أيضا، والملائكة" العملة" يقومون بتنفيذ القوانين التى هي عبارة عن إدارة كل موجود من الذرّة إلى الكواكب الكبرى، فتطبيق الملائكة لهذه القوانين هو بحكم عبادتهم. فلا توجد سلطة لإدارتهم كيف ما يشاؤون  أبدا، وكل أمر ووضع وكل ما يحدث لهو تحت مراقبة الله، فكل شيء إنما يوجد بخلق الله وبنظامه.

 

الملائكة هم خدام يقومون بإظهار أسماء ألله و صنعته الكاملة

أن كل جميل يريد أن يرى جماله فمثلا الفنان عندما  يقوم بعمل رائع متفرد يريد أن يشاهد جماله الذى فيه قبل الآخرين، ويتلذّذ من ذلك. وهكذا فالله سبحانه وتعالى يشاهد ملائكته -التى في درجة تشعر بالحيرة والإعجاب- قبل الكل، وذلك لأن القابلية العالية للملائكة وجمالهم وكمالهم إنما ترجع وتعود إلى الله بل هى لمعات تنعكس من أسماء الله الحسنى. فمشاهدة الله ملائكته وهم يعملون يعني  مشاهدته تعالى لقدرته ورحمته وإدارته وسيادته التى توجد فى صنائعه وفنّه، فالله تعالى يشاهد الله شؤون اسمائه الرائعة فى ملائكته، وإنه لا يوجد مثيل ولا نظير لمثل هذه اللذة التي تنبع من لطف الله تعالى للملائكة بإدارتهم وتوفير احتياجاتهم، فهذه اللذة لذة مقدسة تليق بالمولى عز وجل وبذاته العليا ولا يستطيع أن يعبر عنها ولا يدركها الإنسان.

 

الملإكة يعبدون الله تعالى بكل إعجاب وذلك بتطبيقهم للقوانين الإلهية العظيمة

هذا الكون هو معرض رائع ممتلئ بصنائع الله الخارقة العادة، وكل فنان يرغب في وجود المشاهدين الذين يفهمون ويقدرون الجمال والدقة الذين يوجدان في فنّه، إما تقدير الجن والإنس وتفكيرهم فليسا بكافيين تجاه هذه الصنائع والفنون الرائعة التى توجد فى هذا الكون، بل ولتنفيذ هذه الوظيفة توجد ملائكة لله تعالى تستطيع أن تكون في كل مكان من أسفل مركز للأرض وحتى أعلى طبقات السماوات السبعة، والملائكة مع أدائهم لوظائفهم هذه يشاهدون أسماء الله وصفاته بإعجاب ويسبحون الله ويحمدونه ويقدرون صنائعه وشؤونه، على سبيل المثال لا الحصر سوط الرّعد هو في حكم تسبيح للملك الذي يعلن قدرة الله  ويسبح بحمده.

 

إن الملائكة هي ستارا وحجابا تُظهر قدرة الله و عزته، وهذا الربّ (الذات) الذي يجعل العقول في حيرة من خلال أعماله لهو منزه تماما عن كل تقصير

والله تعالى وعلى الرغم من أنه يعمل كل شيء لوحده فهو يجعل الأسباب ستارا وحجابا حتى لا تضرر عظمته و قدرته، ولأن الإنسان بنظره السطحى وتفكيره الضيق يمكن أن يرى بعض الأمور – وإن كانت ليست بسيطة على الإطلاق- بسيطة وعبثاً لا يستطيع أن يدرك عظمة الله بفكره الذي يقول "لماذا يهتم الله تعالى بهذه الأمور الصغير" حاشا لله.

وكذلك هناك كثير من الحوادث تبدو قبيحة من أو نظرة على الرغم من أنها لها حكم كثيرة، فإن الله تعالى ولمحافظته على عزته يخفي نفسه عند حدوث مثل الحوادث، وبهذا يرفع انتقاد "عظمته" ويوقف انتقاد وتجريم "مرحمته" الواسعة وقلبها إلى عدم رحمة، لأن هناك بعض من الناس لا يرون الجمال الباطني لهذه مثل الحوادث  يقومون بانتقاد الله (حاشا لله) بطريقة لا تتناسب وعظمة عزّته وذلك بالنظر للقبح الظاهري لهذه الأمور، ولهذا السبب وحتى لا تتطاول ألسنة الناس عليه وضع الله سبحانه وتعالى الملائكة والأسباب ستارا وحجابا وهكذا فقد خلّص وأنقذ الناس من هذه المسؤولية الكبيرة.

وينبغي أن يعلم أن الملائكة هي سُتار وحجاب الله تعالى النظيف النقي، وحتى لا تقع الملائكة في الشكاوى غير المحقة خلق الله الأسباب لتكون سترا وحجبا عن الملائكة.

ورد في إحدى الروايات أن عزرائيل قال داعيا الله :" إن عبادك سيغضبون عني ويشكونني في أثناء آداء مهمة قبض الأرواح". فقال الله عزّ وجلّ : "سأجعل المرض والمصائب ستارا وحجابا عن مهمتك حتى لا تصيبك شكواهم بل تنقلب عليهم". إذن فكما أن الأمراض والمصائب هي ستارا وحجابا بين عزرائل والناس عند مجيء الموت ولا يمكن أن يتذكر العقل آنذاك عزرائل، فإن عزرائل نفسه هو ستارا وحجابا حتى لا تصل الشكاواى غير المحقة لأولئك الناس الذين لا يرون الحكم والجمال الفوائد الموجودة في الموت إلى الله تعالى.

"مَن كَانَ عَدُوًّا للّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ" (البقرة، ٩٨) Kaynak: http://www.sirajalnoor.com - الله لا يحتاج للملائكة

اطرح سؤالا
علق
qaseem قال في تاريخ "٢.٥.٢٠١٢ ١٢:٣٦"
thanks. jazakallah.